زال مسلسل إهدار المال العام مستمرا في مبني ماسبيرو، حيث تمثل هذه المرة في إصرار السيدة رئيسة التليفزيون علي عمل الجرافيك الخاص ببرامج التليفزيون في شركات خاصة خارج المبني، بالرغم من وجود إدارة مركزية للجرافيك تابعة لقطاع الهندسة يعمل بها جيش جرىار من المهندسين والفنيين.. وما زاد الطين بلة أن جميع الفواصل واللوجوهات والمونتاج
الخاص ببرامج القناتين الأولي والثانية يجري تنفيذها في شركات خاصة وبأرقام عالية جدا، رغم توافر وحدات المونتاج في التليفزيون.
ويتردد في ماسبيرو أن علي رأس قائمة البرامج التي يجري مونتاجها خارج التليفزيون برامج المخرج 'المدلل' الذي يمتلك شركة خاصة تعمل في مجال مونتاج البرامج!!
حادث مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم علي قدر مأساويته فإنه جاء أشبه بالنهاية المترتبة علي حياة حافلة بالتعاسة والمشاكل لفنانة طغت أخبار مشاكلها علي أخبار فنها.. وسرق جمالها عمرها، كما سبق أن سرق طموحها وأملها في الصعود والوصول إلي مكانة ملائمة علي قمة الغناء.. فموتها مثل حياتها تحولا إلي مادة ثرية من الشائعات وأحاديث القيل والقال والتأويلات التي لاحد لها.
عاشت سوزان تميم منذ طفولتها حياة تعيسة.. بين أمها وأبيها، المنفصلين، حيث كانت ممنوعة من رؤية والدتها في مرحلة معينة من حياتها.. وتزوجت لأول مرة في العام 1994، وكان عمرها حينئذ 19 عاما، من 'علي مزنر' الذي تعرفت عليه في جامعة بيروت العربية حيث كانا يدرسان معا. وفي عام 1996 تقدمت إلي برنامج 'إستديو الفن' ونالت الميدالية الذهبية عن فئة غناء الطرب، وانطلقت من برنامج استوديو الفن حيث راهن عليها سيمون أسمر بعد أن لفتت انتباهه بموهبتها وحضورها الخاص فتبناها، وبالفعل حققت النجاح من أول إطلالة لها في مسرحية 'غادة الكاميليا' لإلياس الرحباني والتي كانت فيها بديلة لمادونا.. لكنها لم تلبث أن انشغلت بقضاياها العائلية. وبعد خلافها مع زوجها سافرت للعمل في لندن، ومن ثم استقرت في باريس حيث غنىت في مطعم يخص متعهد الحفلات عادل معتوق، الذي ارتبطت معه بقصة حب ودعمها ثم تزوجها لاحقا بعد أن طلقت من زوجها بعد فترة من نجاحها، حيث بدأت تشعر أنه يستغلها ويسعي من خلالها للكسب المادي، فانفصلت عنه دون طلاق، حيث رفض أن يطلقها، بالرغم من محاولتها الانفصال عنه بشتي الطرق، إلي أن قرر رجل الأعمال عادل معتوق أن يتزوجها، فدفع مليون دولار لزوجها الأول حتي يطلقها، ثم تزوجها بعد ذلك، ووقع معها عقد احتكار لمدة 15 عاما، بشرط جزائي قيمته المادية 3 ملايين دولار تدفعها في حالة فسخها التعاقد، لكنها فجأة تركته فرفع عليها دعاوي قضائية وحصل علي أحكام ضدها. وهربا من تنفيذ هذه الأحكام غادرت لبنان سرا، رغم قرار منعها من السفر واستقرت في القاهرة. وجاءت سوزان تميم إلي مصر في العام 2003 بعد بداية مشوارها الفني في بيروت بثلاثة أعوام.. جاءت إلي القاهرة هربا من زوجها 'عادل معتوق' الذي أعلنت أكثر من مرة أنه ليس زوجها وإنما فقط مدير أعمالها السابق، في الوقت نفسه اتهمها عادل معتوق بسرقة مبلغ 250 ألف دولار وأبلغ الشرطة في بيروت ليتم القبض عليها عبر الإنتربول.. وقد حصل عادل معتوق علي قرار قضائي لبناني بمنع بث أغنياتها عبر الفضائيات ومنعها من أي نشاط فني لإخلالها ببنود العقد الموقع مع الشركة العربية الأوروبية. ويقال إن معتوق حاربها حتي في القاهرة ومنع الفضائيات العربية من استقبالها في حوارات.. ويقال أيضا إن المشاكل بين سوزان ومعتوق بدأت بعد إصدارها ألبومها الأول مع شركة 'روتانا'، وحققت من خلاله نجاحا كبيرا، فطلب منها أن تعتزل الفن، وهو الأمر الذي رفضته سوزان قطعيا ، وهربت منه لتنتقل للعيش في مصر عند خالتها التي كانت تعمل في فندق 'الفورسيزون' ولجأت سوزان إليها، لأنها لم تكن تعرف غيرها في مصر، ولم تكن تملك المال، فعاشت مع خالتها في سكن الموظفين التابع للفندق.
اشتهرت سوزان بأغنية 'وينك' من ألحان الياس الرحباني. بينما لم تقدم سوي ألبوم غنائي واحد صدر لها في سنة 2003 بعنوان 'ساكن قلبي'.
جاء مقتلها المروع لتستعيد الذاكرة حوادث أخري مأساوية لمطربات وفنانات شهيرات انتهي بهن المطاف إلي مصير واحد .. غامض وهو القتل، فقبل سنوات قليلة استيقظت القاهرة علي حادث مصرع الفنانة التونسية ذكري برصاص زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي بعدما أمضت معه ثمانية أشهر قبل أن يقتلها وينتحر، وتردد حينها أن الأسباب تتعلق بغيرته الشديدة عليها التي سببت المشاكل بينهما ولم يفلح الأصدقاء في حلها.
المؤكد أن ذكري ليست الوحيدة التي قتلها زوجها، فثمة حوادث كثيرة مماثلة تؤكد حقا أن 'من الحب ما قتل'، تلك المقولة التي أطلقها إبراهيم لاما، أحد رواد السينما الذي انتحر بعدما قتل زوجته التي عشقها بجنون وتزوىجها علي الرغم من معارضة الجميع، نظرا إلي فارق السن الكبير بينهما ، إذ كانت تصغره بأكثر من 30 عاما.. وظاهرة الموت الغامض هذه امتدت لأسمهان وكاميليا، إذ لا يمكن التسليم بأن حادثي موتهما كانا قضاء وقدرا، وسواء رحلت كاميليا إلي الأبد علي الطائرة المنكوبة أو استقلت أسمهان سيارة الموت في رحلة بلا عودة، سيظل لغز رحيلهما محيرا.