بوش .... و من يهن الله فما له من مكرم

د. سامي سعيد حبيب

هكذا قضت الحكمة الإلهية أن لا ُيسدل الستار على فترة حكم الرئيس الأمريكي المتغطرس جورج دبليو بوش الأبن الرئيس الـ 43 للولايات المتحدة الأمريكية إلا بإهانة كبرى موجهة لشخصه البغيض و لسياسة بلاده الخارجية المجرمة تجاه العالمين العربي و الإسلامي و للمنظومة "الأمنية" العالمية و على رأسها الأمم المتحدة و مجلس الجور المسمى بمجلس الأمن ، إهانة خالدة مخلذة ما بقيت الدنيا و جهها شهم عربي أبي هو الصحفي العراقي منتظر الزيدي – حماه الله - الذي قذف الرئيس الأمريكي بالنعال في بادرة أحذية الدمار الشامل و نعته – و هو الذي من المفترض بأنه أقوى رجل في العالم - بأنه كلب و أردف الزيدي معللاً لفعلته الشجاعة تلك بالتالي " هذا من أجل كل الأيتام و الأرامل و قتلى العراق".

و إنتشرت صور تلك الحادثة التاريخية الفارقة في سجل مقاومة الجبروت في الأرض التي حطت من قدر رئيس أقوى دولة في العالم لحضيض النعل و الصرم و الجزم إنتشار النار في الهشيم حيةً على الهواء و لم يمل من مشاهدتها و بشكل متواصل و متكرر مئات الملايين من الناس على شاشات الفضائيات العربية و العالمية و شتى مواقع الشبكة العنكبوتية ، بل و لم تمضي 48 ساعة على الحادثة المهينة حتى أخذت طريقها للتخليد أيضاً بطريقة تفاعلية مبتكرة ربما أكثر ديمومة من سابقاتها من خلال إنتاجها على شكل العاب المحاكاة بالحاسب ليتسلى بها من يشاء و يجرب بنفسه إصابة بوش بالجزم بمختلف أنواعها و أحجامها و أشكالها و بوش يحوص عنها يمنة و يسرة محاولاً أن يتفاداها.

لكن الأهم في تقديري هو جانب الموعظة و العبرة من الحدث أكثر من جوانب الطرافة فيه ، فإني أقراء الحدث و ما جرى للمتجبر المتكبر على أنه كان جزاءً وفاقاً من الله رب العالمين لأعمال بوش الإجرامية في حق الله رب العالمين أولاً ثم في حق البشرية جمعاء ، و أنها بمثابة مقدمات – و الله أعلم – لأحداث أخرى ستحل بجورج بوش عبرة لمن يعتبر كما فعل الله بشارون المجرم إذ يرقد و قد تعفن جسده في المستشفى لا هو حي و لا هو بميت ، و كل ذلك بين يدي عذاب من الله عظيم لكل من تولى كبر الحرب على الله و رسوله و عباده المؤمنين ، و الأسباب التي أستحق بها بوش ذلك بجدارة كثيرة من أهمها الجرائم الكبرى التالية :

1. أنه أفترى على الله الكذب ، فزعم بأن الله قد كلمه شخصياً و كلفة بمهمة "مقدسة" فقال بوش مخاطباً نبيل شعث و بقية الوفد الفلسطيني ( إنني أتحرك لتنفيذ مهمة من الرب ، لقد قال الله لي : جورج إذهب فقاتل أولئك الإرهابيين بأفغانستان ففعلت ، ثم إن الله قال لي : جورج إذهب و أنهي الطغيان بالعراق ففعلت ، و الآن ، و مرة أخرى ، أشعر بكلمات الله تأتيني : جورج إعطي الفلسطينيين دولتهم و أضمن للإسرائيليين أمنهم ، و حقق السلام بالشرق الأوسط ، و أقسم بالله أنني سأفعل ) ..... يالشناعة الكذب و الإفتراء على الله رب العالمين القائل في محكم التنزيل ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ). فهل من المستغرب أن يختم الله تعالى زيارات بوش المتخفية جبناً و فرقاً للعراق بالنعل الموجهة يد-وجه ؟!

2. نسبة الشر إلى الله تعالى الذي كلفه - بزعمه - و بشكل مباشر بقصف كل من أفغانستان و العراق بالقنابل و العودة بهما للعصر الحجري ، و تجرأ بالإفتئات على الله بنسبة سفك الدماء الزكية لملايين الناس في العراق و أفغانستان و سواهما و تخريب ديار و اقتصاد دول و شعوب لا علاقة لها باعتداءات 11 سبتمبر 2001 م كما تكشفت الحفائق لتلك التمثيلية ، و بث سموم اليورانيوم المنضب المسرطن و سواه في السموم في بيئة البلاد العربية و الإسلامية إلى الذات الإلهية .... و( تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ) و هو من حكم بالإفساد في الأرض على من يفعل فعل جورج بوش و أضرابه من الجبابرة ( و إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل ، و الله لا يحب الفساد ).

3. دفعه لكلابه المسعورة بسجن قوانتانامو بتوجيه الإهانات المتعمدة للرموز الإسلامية لكسر إرادة السجناء و الحصول على الإعترافات منهم عنوة ، كمثل ركل نسخ القرآن الكريم بالأقدام و الوقوف و الجلوس عليها و الإلقاء بها في دورات المياة و التبول عليها و قيام بعض المجندات بمسح وجوه أسرى قونتانامو بدم الحيض أو ملامستهم عن عمد و هم يؤدون الصلاة إمعاناً في التعذيب النفسي و ثنياً للأسرى عن أداء الصلوات و إمعاناً في الإذلال للأمة المسلمة في أشخاص أسراها – ألا قاتلهم الله – أدعياء الحضارة و السلام.

4. إجازة إدارة بوش بكل تسلسها السلطوي من أصغر جندي بسجن أبو غريب و حتى جورج بوش ذاته توجيه أعظم إهانة يمكن أن توجه لمسلم قط و هي الإعتداء على العرض و الشرف بل و ما هو أعظم بشكل جماعي يأنف قلم كاتب هذه الأسطر في أن يخوض في تفصيلاتها و في ما فعلت إدارة بوش البشعة بحرائر العراق و بالرجال و الأطفال من جرائم جنسية في "أبو غريب" خلدت مخازيها الصور الثابتة و صور الفيديو شاهداً تاريخياً دامغاً على دناءة بوش و إدارته بل و "الحضارة" الغربية التي أخرجت تلك الوحوش البشرية القذرة التي إرتكبت كل ذلك العار و الخزي ، و هي أحداث تعتبر بمثابة بجدارة أفظع و أشنع إهانة وجهت للمسلمين طراً من على مر تاريخهم الطويل و في إحدى أهم حواضرهم التاريخية بغداد عاصمة الرشيد ، و لن تستطيع أن تمحو آثارها و ثاراتها كل مياه دجلة و الفرات و شط العرب بل و معها مياه المسيسبي مجتمعة.

5. شنه حرباً صيليبية – و إن أضطر لسحب صفة الصليبية عنها - على الأمة المسلمة تحت أكاذيب الحرب على الإرهاب و أسلحة الدمار الشامل و تسببه في قتل الملايين من المسلمين بالعراق و افغانستان دون ذنب أو جريرة.

هذا مجرد غيض من فيض من جرائم جورج دبليو بوش الأبن رئيس الولايات المتحدة الأخرق و إداراته الفاشية ضد العالمين العربي و الإسلامي و التي قادت العالم لشفير الهاوية الأمنية و الاقتصادية ، فهو يستحق عن جدارة الضرب بنعل كل نفس مسلمة أزهقت و بعدد سكان كل دار أو مبنى أو مؤسسة دمرت ، و بحذاء كل إنسان إعتدي على عرضه بسبب سياسات إدارته المفسدة ، و بأحذية كل أمة محمد صلى الله عليه و سلم فرداً فرداً بسبب استهدافه الرموز الإسلامية بالإهانات.